في أوائل القرن العشرين، كانت السيارات الكهربائية تسير بثبات نحو المستقبل. لم تكن بحاجة إلى الوقود، وكانت سهلة القيادة، ولا تُصدر ضجيج المحركات، وتقطع مسافة تُقارب 90 ميلًا في الشحنة الواحدة — إنجاز مذهل بمعايير ذلك الزمن.
لكن تلك المزايا نفسها، كانت سبب سقوطها. فقد روّجت شركات السيارات للسيارة الكهربائية على أنها مثالية للنساء: "نظيفة، هادئة، سهلة، لا تحتاج إلى مجهود بدني". وهكذا، وُضعت في قالب أنثوي، وربطها المجتمع بصور نمطية جعلت كثيرًا من الرجال ينصرفون عنها، معتبرين إياها "أقل رجولة".
في المقابل، جذبت سيارات البنزين اهتمام الرجال، إذ عُدّت أكثر صخبًا، أقوى، وأسرع. ومع غياب دعم حكومي كافٍ للسيارات الكهربائية، وتوسّع محطات الوقود، تفوقت سيارات البنزين واختفت الكهرباء من المشهد لعقود.
المفارقة أن فشل السيارة الكهربائية لم يكن بسبب التقنية، بل بسبب نظرة المجتمع.